ندوة "حرية الصحافة ومجتمع المعلومات" بدأت من أكثر مناطق العالم سخونة: العراق. عبد الحق صداح مراسل الجزيرة هناك يتحدث عبر الأقمار الاصطناعية عن صعوبة العمل الصحفي في منطقة فيها سلطة احتلال عسكري وسلطة مدنية أجنبية وثالثة وطنية ضيقة التمثيل هي مجلس الحكم. العراق الذي قتل فيه أكثر من صحفي في الحرب الأخيرة بدا صورة صارخة عن عالم شهد العام الحالي مقتل 123 صحفيا واعتقال 900 آخرين. واقع لن يغير من خط الجزيرة كما يقول وضاح خنفر، المدير العام للمحطة، وإن أشار إلى أن الانتقادات لسياسة الرأي والرأي الآخر باتت لا تنطلق من حكومات دكتاتورية في العالم العربي فحسب، بل أصبحت تخرج من أفواه ساسة غربيين وأمريكيين، كانوا يدافعون في الماضي عن النموذج الغربي المتمثل في التعددية الإعلامية والسياسية "لا يمكنني فهم رد الفعل الرسمي الأمريكي حول التغطية في العراق. فتوجهنا كمؤسسة يتطابق مع المبادئ التي يتحدثون عنها".
وأشار رضوان أبو عياش، رئيس شبكة البث الفلسطينية، في الاطار ذاته إلى محدودية المفاهيم حين يتم ربطها بالإعلام فحسب، وضرب مثلا في الحالة الفلسطينية التي تعيش، كما يرى، حالتي احتلال وغزو ثقافي في آن، وتساءل "لا يمكن أن أكون حرا كصحفي ما دمت لست حرا كإنسان". ويعلق ابراهيم موسوي من تلفزيون المنار اللبناني أن هناك مشكلة في التعريف عندما يتعلق الأمر بحرية الصحافة كما أن هناك مشكلة تتمثل في ازدواج المعايير على حد تعبيره.
الصحفيون والخبراء العرب والأجانب اتفقوا ختاما على ضرورة الالتفات إلى الفروق بين البلدان ومراعاتها بالإضافة إلى ضرورة البحث عن تعريفات جديدة للقضايا المطروحة وإن بقي السؤال عن المعنى المباشر لما يمكن تسميته باعلان حسن النوايا هذا.